كلمة الأمين العام للاتحاد المحامي علي قورت في مؤتمر الأئمة و الخطباء العالمي الأول

أخبار الاتحاد

International Conference on Imams and Preachers

ألقى الأمين العام للاتحاد المحامي علي قورت كلمة في مؤتمر الأئمة و الخطباء العالمي الأول

إن المرجع الأهم الذي يشكل أمة ما و الرابط الأقوى الذي يوحد المجتمعات و يشكل الهوية العليا و الذي يجعل الإنسان إنسانا بمعنى الكلمة إنما هو الدين. إن التعليم هو المشكلة الأبرز و الأصعب التي تواجه بلدنا و التعليم هو المسبب الرئيسي للعديد من المشاكل الأخرى التي نعاني منها. وإن أهم مشكلة تكمن في التعليم الديني.

ومع الأسف الشديد فإن الإهمال الذي تم تجاه التعليم في العالم الإسلامي لأعوام طويلة جدا كان له تأثير كبير علينا و إننا نرى آثاره بشكل مؤلم جدا في يومنا هذا.

والسبب الأساسي في المشاكل العقائدية والاجتماعية والثقافية و حتى السياسية في هذه المرحلة إنما هو الفراغ الناتج عن نقص التعليم الديني والوجداني الذي لم نستطع أن نملئه بالشكل اللازم و الكافي.

وإن جوامعنا و المسئولين عن التبليغ الديني في موقع مهم جدا من حيث التواصل والارتباط بشكل مباشر مع الناس لملئ هذا الفراغ.

كما أن منطقتنا بحاجة إلى خمس نقاط أساسية وضرورية جدا للتخلص من الفوضى الموجودة في الحياة الاجتماعية و السياسية الحالية:

النقطة الأولى هي الرحمة، و الثانية هي الاحترام، والثالثة هي الأمن، والرابعة هي معرفة الحلال و الحرام و الابتعاد عن الحرام، و الخامسة هي البعد عن الثرثرة و التوجه للطاعة.

إن الإسلام هو دين السلام و الصلح، وهو دين السلامة. وإن مفهوم الإرهاب هو آخر مفهوم يمكن أن يذكر مع الإسلام. إننا ندعو الله تعالى في كل ركعة في صلاتنا أن يهدينا إلى الصراط المستقيم.

ولكن و مع الأسف فإننا نفقد الاستقامة و نقع في التفريط لنصبح ألاعيب بيد قوى الشر والفتنة مثل داعش و بوكو حرام و حزب الله. على الرغم من أن الإفراط و التفريط هو من اكبر المشاكل التي تؤدي إلى اشعال نار التمرد ضد حياتنا الاجتماعية، إن التفريط و الافراط في كل شيء أمر غير جيد، وإن الاستقامة هي دائما في الوسطية.

إن شبابنا في حالة ضعف تام أمام الهجمات المعلوماتية العالمية التي توجه تعليم قيم كاذب و مليئ بالأخطاء، فكيف يمكن لنا أن نؤمن الوعي في هذه المرحلة التي نحن فيها بأمس الحاجة إلى تعلم أحكام القيم الخاصة بنا؟

من الواضح جدا بأننا بحاجة إلى إعادة النظر في النظرات الاعتيادية التي رافقتنا لمدة طويلة والتخلص من التقليد الأعمى وإعادة الترتيب من جديد بشكل كلي من أجل القدرة على الإجابة على هذه الأسئلة.

وإن إعادة تقييم إمكانياتنا الغنية سواء من ناحية المساحات المادية مثل الجوامع أو المصادر البشرية المتوفرة لدينا في هذا المحور يحمل أهمية مصيرية جدا بالنسبة لنا.
وفي هذا السياق، كيف يمكن لنا أن نجعل جوامعنا ذات مردود أفضل بصفتها مخرجنا من المشاكل؟

إن الطريق الوحيد لحماية شبابنا من الإرهاب و الحركات المتطرفة و الآيديولوجيا الضارة و الفلسفات الشاذة هو التوجه في استقامة نحو الإسلام وصدق يليق بالإسلام بحركة ملموسة ومحددة.