تصريحات صحفيه
العالم الإسلامي بجانب تركيا
السادة الصحفيين الضيوف الكرام
إننا في إتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي وكمظله ل312 منظمة من 63 دولة، إذ ندين ونلعن بشده محاولة الإنقلاب العسكرية ضد الحكومة الشرعية المنتخبة من قبل الشعب وضد رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان الذي تم انتخابه من قبل نصف الشعب التركي.
فقد قام شعبنا العزيز ليلة 15 يوليو برجاله ونساءه بشبابه وشيوخه بالخروح تلبيه لدعوة رئيس الجمهورية والقائد الأعلى من أجل حماية نفسه من بعض الخونه الذين ينتمون الى منظمة إرهابية ولم يملوا من إطلاق النار على الشعب. وبفضل إرادة هذا الشعب السليمة فقد تم كشف هذه الخطة التي تم التخطيط لها طيلة أربعون عاما في ليلة واحده.
لقد سمعنا من قبل أصوات الصلوات والأذان في نصف الليل في العراق. ورأيناها في سوريا التي يتم فيها قتل المدنيين بالدبابات والطائرات دون كلل أو ملل. ولم نتوقع يوما ما أن نعيش نفس هذه الحادثه في بلدنا.
لقد كان الإنقلابيين في ذات الليلة مغرورين وجانين مثل أبرهه. ولكنهم نسو أسراب طيور الأبابيل الحاسمة والمتشدده في قرارها منذ عام 1960. لقد خرج الشعب التركي عن بكره أبيه في ساعات متأخرة بعد أن سمع النداء من مكالمة هاتفيه. وكذلك رجال قوات الأمن الذين أفدوا أرواحهم ضد الخونه وكذلك أفراد الجيش الذين أفدوا أرواجهم فداء للوطن وسطروا أجمل حكايات البطولة. فقط في ليله واحدة. نعم في ليله واحده حتى الصباح سطروا أجمل الملاحم.
لقد تلقى هؤلاء الإنقلابيين الجواب الكافي الذي استحقوه من الشعب بعد أن قاموا بعمليات الغدر واستخدام السلاح الذي تسلموه كأمانه لحماية الوطن وقاموا بقصف الشعب وقوات الأمن ومجلس الشعب. ولكن هذا الشعب أعطاهم الجواب الذي يستحقونه.
إن هذا التنظيم الخائن والمنسوبين له يعملوا منذ سنوات تحت مشروع خبيث تحت عنوان الحوار بين الأديان، ويتصرفوا مع المسلمين بشده وعنف ومع الكفار برحمه. إن محاور الظلام والشر في العالم لا ينظروا إلى تركيا فقط بل العالم الإسلامي أجمع. لقد نظروا الى قضية الحجاب على انها مسأله فرعية واستخدموا كل الأساليب والخدع والخطط والكذب من أجل الوصول الى أهدافهم.
لقد قام هؤلاء الإنقلابيين والذين تربوا وكبروا مثل الفيروس في عهد الحكم العسكري شمال أو يمين بغض النظر عن الحاكم، وقاموا بتنفيذ خططهم المسمومة التي تهدف الى ضرب قيمنا المعنوية وأسس الإيمان التي تشكل العمود الفقري لوحدتنا وتوحدنا. وقاموا بإفساد القلب السليم الذي ألف قلوب هذه الأمة منذ عصور. وأيضا أضروا بسمعه العسكر والقضاء والجماعة.
ولكنهم نسوا أن الله عزوجل هو خير الماكرين وكشفت خططهم ووقعوا في نحورهم. ونشكر الله تعالى على أن خطط هؤلاء الخونة والتي تسللت حتى عروقنا بائت بالفشل ولم يستطيعوا تحقيق أهدافهم.
هذه الخطط والمكائد التي تم تجهيزها بالتعاون مع أطراف داخلية وخارجية منذ سنوات هزمت وأعلنت هزيمتها خلال ساعات أمام ارادة الشعب. هذه الألاعيب التي كانت هدفت لتمزيق الشعب كانت سببا في توحده.
لقد تم العمل على تخريب والضغط على روح الكفاح والأخوة لهذا الشعب الأبي ولكن وبفضل الله ومنته خاب ظنهم وأمسك الشعب بزمام المبادرة. نحن يجب علينا أن نحافظ على قيم الأخوة والوحدة قبل أن نقع في مستنقع المنافع الدنيوية وقبل أن نقع في فخ محاور الشر الداخلية والخارجية.
إننا نرى التظاهرات التي تخرج دفعا عن الشرعية في الميادين وأكملت يومها السابع عشر ليس فقط في إسطنبول وأنقرة بل في جميع أنحاء الوطن من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه ليس فقط فتره حمايه مؤقته للوطن بل هي رسالة قوية الى الأعداء في الداخل والخارج.
إننا لم نستغرب من موقف القوى الدولية وعلى رأسها أمريكيا والدول الأوروبية والأمم المتحدة الذي يلعب دائما على الوجهين كما العادة ويلزموا الصمت ويلعبوا لعبه الثلاثة قرود!.
لقد قمنا بمشاركة المعاناه مع منافقي الديمقراطيه في باريس وبروكسل ولندن ولكنهم لم يروا الكفاح الذي ناضله شعبنا ووقف جنبا االى جنب من أجل الدفاع عن الديمقراطيه والحفاظ على إرادته وقدم الشهداء وألاف الجرحى. كما هو العادة في سوريا واليمن ومصر ولكنهم مع الأسف لا يروا الأحداث على حقيقتها.
لقد إنزعجوا من فشل هذا الإنقلاب وعدم تمكن هؤلاء الخونة والذين تم تربيتهم على أيديهم منذ سنوات من تحقيق أهدافهم.
وكرد على هذا الصمت من قبل العالم الغربي فقد تعاطف معنا جميع اخواننا من جميع أنحاء العالم الإسلامي وشاركونا الهم.
وعلى الرغم من المشاكل والأزمات التي تعيشها هذه الدول الإسلامية إلا أنهم خرجوا الى الشوارع وتضامنوا معنا. وكان دعاء هذه الامة ومظاهرات الدهم والرسائل التي أرسلوها إخواننا احدى نقاط القوة لنا.
انه لمن الواجب على دول العالم الإسلامي وعلى رأسها تركيا تقوية مبدأ الوحدة والتوحد فيما بينها. ولا بد من التأكيد على الخروج الوحيد من المأزق أمامنا هو تأسيس روح التوحيد فيما بيننا. ونحن واجب علينا أن نحافظ على الإتحاد الإسلامي ليس بالقول فقط وإنما بالفعل أيضا.
ولهذا السبب والغاية تم تأسيس إتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي ضمن مشروع الأخوة والوحدة.
ولقد قام اخواننا من دول أسيا والمحيط الهندي حتى باكستان والهند ومن الشرق الأوسط حتى أفريقيا بالتضامن وارسال رسائل التضامن مع تركيا تحت عنوان العالم الإسلامي يقف الى جانب تركيا ضد المحاولة الإنقلابية التي تعرضت لها تركيا.
لقد قمنا بإستقبال ألاف رسائل الدعم والمساندة التي تدمع لها العين من جميعع أنحاء العالم منذ اللحظة الأولى للإنقلاب. وبهذه المناسبة أريد أن اشكرهم مرة أخرى على هذا التضامن.
وهذه الأحداث الأخيرة التي أثرت علينا جميعا أكدت على أن الوحدة والتوحيد لا يكون فقط بالقول وإنما بالفعل أيضا. ومن الأن فصاعدا لا يجب أن نعطي الفرصة لمنظمة فتح الله غولان والمنظمات المشابهه لها التي ليس لها أصل والمنظمات المفسده. ولا بد أن لا ننسى أن دفع المفاسد خير من جلب المنافع.
ويجب علينا أن لا ننسى أن الخطر الوحيد الذي يهدد وحدتنا وتوحدنا هو الحملات والإعتداءءات المقصودة على مرجعيتنا الأساسية وقيمنا. ولا يجب علينا أن نسمح للمخربين المفسدين نشر الفتنة والفساد بيننا مرة أخرى. ويجب على جميع المؤسسات الدينية وعلى رأسها رئاسة الشؤون الدينية والمنظمات الأهلية بالوقوف ضد الفكر والدين الموازي.
ولا بد من التأكيد على أن أسس التوحيد والإيمان التي أسسها القرأن هو العمود الأساسي للإسلام. عندما تهتز هذه الإسس ينعدم الإسلام. ونسأل الله الرحمة لشهدائنا الذبن سقطوا عشية المحاولة الإنقلابية والصبر الجميل لذوبهم والشفاء العاجل للجرحى.
وأيضا لا يسعنا إلا ان نتقدم بالشكر الشكر الجزيل على وجه الخصوص لرئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان الذي قام بدعوة الشعب للخروج الى الشوارع والميادين للحفاظ على الوطن منذ اللحظة الأولى لهذه الإهانة.
وكذلك الحكومة الرشيدة التي وقفت ضد الإنقلاب ولم تتراجع خطوة واحدة وكذلك قوات الأمن والعساكر الذين أفدوا أرواحهم ووقفوا الى جانب شعبهم وأيضا الى شعبنا العزيز والمنظامات الأهلية والى العالم الإسلامي الذي لم يبخل علينا بدعاءه منذ اللحظة الأولى.
ونحن على يقين أن الفاعلين لهذه المحاولة الإنقلابية سيتم اعتقالهم جميعا ومعاقبتهم بقدر ما يسحتقون.
أشكركم على مشاركتكم ودعمكم
على قورت
الأمين العام لإتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي